الإقليميّة الجديدة والعولمة جدلية العلاقة بين الانتقالية و الانسحاب المصلحي -New Regionalism and Globalization-
تحتاج دراسة أيّة ظاهرة في العلاقات الدوليّة إلى رصدها وفهم علاقاتها مع باقي الظواهر المعاصرة لها من خلال ملاحظة التغيّرات الحاصلة أثناء تفاعلها مع بعضها البعض. فمن أبرز سمات وخصائص العلاقات اليوم، وصولها إلى درجة عالية من التعقيد والتداخل الواقع بين مختلف الأجزاء المشكّلة للصورة الكليّة للعالم. ولقد...
Summary: | تحتاج دراسة أيّة ظاهرة في العلاقات الدوليّة إلى رصدها وفهم علاقاتها مع باقي الظواهر المعاصرة لها من خلال ملاحظة التغيّرات الحاصلة أثناء تفاعلها مع بعضها البعض. فمن أبرز سمات وخصائص العلاقات اليوم، وصولها إلى درجة عالية من التعقيد والتداخل الواقع بين مختلف الأجزاء المشكّلة للصورة الكليّة للعالم. ولقد شهد العالم مع نهاية الثمانينات وبداية التسعينات عدّة تغيرات لعل أبرزها بداية التحوّل نحو العولمة مع انهيار القطبية، وإعادة تشكّل الظاهرة الإقليمية كمّاً ونوعاً. إنّ هذا التزامن جعل كلّ ما هو إقليمي متداخل مع مستويين آخرين بقوة، وهما المستوى الدولي والمستوى الداخلي القومي. ومن هنا، سنسعى من خلال هذا العرض إلى ابراز العلاقة الموجودة بين الإقليميّة الجديدة كظاهرة، مع العولمة التي تمثّل الإطار العام للنظام الدولي المعاصر الذي تزامن مع عودة انبعاثها. ففي الوقت الذي يرى فيه بعض العلماء والخبراء في مجال العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي أنّ الإقليمية الجديدة هي مرحلة أوّلية وسابقة لبناء العولمة، يرى البعض الآخر بأنّ الإقليمية في الحقيقة تقسّم النظام الدولي إلى قطع منفصلة وإلى كتل متنافسة وبالتالي ماهي إلاّ تراجع وانحراف عن طريق العولمة وليس مرحلة انتقالية سابقة لها (أي العولمة). فهل الإقليمية هي مرحلة سابقة للعولمة أم أنّها انفصال عنها وبالتالي تكون الاقليمية أحد مظاهر تفكّك العولمة؟ |
---|