مقتطفات من الشعر الجاهلي = (Muqtatafat min al-shi'r al-jahili)

قبل الخوض في غمار الكلام عن العصر الجاهلي ومميزاته وطبيعته فإن من الأهمية بمكان أن نشير إلى المعاني التي يتضمنها هذا المصطلح لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره. فإذا كان هذا المصطلح "العصر الجاهلي" يتكوّن من كلمتين وهما: "العصر" و"الجاهلي" فينبغي أن نعرفه من حيثيتين: الأو...

Full description

Bibliographic Details
Main Authors: Ahmad H.Osman, Rahmah, Haji Ibrahim, Majdi, Hussein, Nasr El Din Ibrahim Ahmed, al-Sa'adi, Abdul Razak Abdul Rahman Asaad
Format: Book
Language:English
Published: IIUM Press 2011
Subjects:
Online Access:http://irep.iium.edu.my/7759/
http://irep.iium.edu.my/7759/
http://irep.iium.edu.my/7759/1/Muqtatafat_min_al-syi%27r_al-jahili.pdf
Description
Summary:قبل الخوض في غمار الكلام عن العصر الجاهلي ومميزاته وطبيعته فإن من الأهمية بمكان أن نشير إلى المعاني التي يتضمنها هذا المصطلح لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره. فإذا كان هذا المصطلح "العصر الجاهلي" يتكوّن من كلمتين وهما: "العصر" و"الجاهلي" فينبغي أن نعرفه من حيثيتين: الأولى: كونه مركبا، والثانية: كونه لقبا. فلفظ العصر يطلق ويراد به الحقبة من الزمن، أما لفظ "الجاهلي" فإنه مشتق من فعل "جهل" ويطلق الجهل في اللغة ويراد به السفه تارة، ويطلق ويراد به نقيض العلم تارة أخرى. فتقول مثلا: فلان جاهل أي غير عالم، وتقول أيضا: فلان يجهل على فلان أي يتسافه. فقد ورد لفظ الجهل في الشعر العربي وأريد به السفه كما في قول عمرو بن كلثوم: ألا لا يجهلنْ أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا أي لا يسفهنّ وقد وردت كلمة "الجاهلية" ومشتقاتها في القرآن الكريم في تسعة عشر موضعا، أربعة منها بلفظ "الجاهلية" في سورة آل عمران والمائدة والأحزاب والفتح. كما وردت هذه الكلمة في السنة النبوية أيضا. أما تعريف العصر الجاهلي بوصفه "لقبا" فمحل أخذ ورد بين العلماء والباحثين الأدبيين حيث لم تتفق وجهات نظرهم على سياق واحد، وذلك لما يعتري هذا المصطلح من الغموض والضبابية تبعا لصعوبة تحديد زمنه وامتداده. فيرى البعض أن العصر الجاهلي "هو عصر ما قبل الإسلام " وعمره قرن ونصف" بيد أن البعض الآخر يرى أنه " الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل بالله سبحانه وتعالى ورسوله، وشرائع الدين والمفاخرة بالأنساب والكبر والتجبّر وغير ذلك"، ويقطع بعضهم بأن العصر الجاهلي هو ذلك " الزمان الفاصل بين الرسولين الكريمين عيسى ومحمد عليهما السلام" ، وفي السّياق نفسه قسّم بعض الباحثين العصر الجاهلي إلى قسمين رئيسين: الأول: الجاهلية الأولى، والثاني: وهو عصر ما قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا الأخير هو الذي أنتج هذا الكم الهائل من الشعر الذي يلوح في ساحتنا الأدبية. وقد أشار إلى هذا المعنى شوقي ضيف حيث قال: "من أجل هذا كله نقف بالعصر الجاهلي عند هذه الفترة المحدودة أي عند مئة وخمسين عامًا قبل الإسلام، وما وراء ذلك يمكن تسميته بالجاهلية الأولى، وهو يخرج عن هذا العصر الذي ورثنا عنه الشعر الجاهلي واللغة الجاهلية، والذي تكامل فيه نشوء الخط العربي وتشكله تشكلًا تامًّا".