المفاهيم النظرية العامة للمفاوضات ونظرة الإسلام المقاصدية General Theoretical Concepts of Negotiations and the Islamic Maqasidi view
الملخص الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وبعد: تكمن أهمية هذه الدراسة في بيان ضرورة وحتمية عملية التفاوض في شتى مجالات الحياة، كما أنها تسهم في بيان كثير من الأحكام الشرعية لعملية التفاوض، وذلك استنادا...
Summary: | الملخص
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وبعد:
تكمن أهمية هذه الدراسة في بيان ضرورة وحتمية عملية التفاوض في شتى مجالات الحياة، كما أنها تسهم في بيان كثير من الأحكام الشرعية لعملية التفاوض، وذلك استنادا إلى مقاصد الشريعة الإسلامية، ثم إن هذه الدراسة تمهد لدراسات أكثر تخصصا في مجالات عملية التفاوض، خاصة ما يتعلق منها بجانب المفاوضات الدولية أو المفاوضات السياسية بين الدول والمجتمعات؛ فكانت هذه الدراسة جهدا متواضعا في تفعيل دور الفقه السياسي في معالجة بعض النوازل وفق مقاصد الشريعة الإسلامية. وقد جاءت هذه الدراسة وفق عدة محاور، أبرزها: معاني المفاوضات وأهميتها، وعناصر المفاوضات وخصائصها، ومبادئ التفاوض ونظرياته، ومشروعية المفاوضات وضوابطها الشرعية ومقاصدها العامة، ونماذج تفاوضية من القرآن الكريم ومن السيرة النبوية ومن التاريخ الإسلامي القديم والمعاصر. وفي هذه الدراسة، سينهج الباحث ثلاثة مناهج: أولها المنهج التحليلي، وذلك بدراسة الإشكالات العلمية المختلفة تفكيكا وتركيبا وتقويما، بحيث يتم تناول الموضوعات المطروحة بالدراسة والتحليل، ومن ثم محاكمتها إلى تفسير مقاصدي للنصوص، ونقد بناء يعزز مواطن القوة، ويعالج مواطن الضعف، بحيث تتشكل أرضية واضحة المعالم لبناء واستنباط أحكام شرعية للمواضيع المطروحة في ضوء مقاصد الشريعة، وهذا يقودنا إلى المنهج الثاني من مناهج هذه الدراسة، وهو المنهج الاستقرائي القائم على استقراء النصوص؛ لمعرفة مقاصدها، وتنزيلها على مواضيع الدراسة ومستجداتها مما يحتاج إلى بيان أحكام، ومعرفة مآلات. أما المنهج الثالث الذي سينهجه الباحث، فهو المنهج التاريخي، وذلك من خلال جمع وتوثيق المعلومات التاريخية المتعلقة بالواقعة قيد الدراسة، والإتيان بها على حقيقتها، فضلا عن العوامل التي أثرت فيها، والظروف التي أحاطت بها؛ فالمنهج التاريخي ألصقُ المناهج بدراسات الفقه السياسي. ومع الانتهاء من هذه الدراسة، يمكن الربط بين المعاني اللغوية لمفهوم المفاوضات ومفاهيمها الاصطلاحية؛ وصولا إلى بيان سماتها، وأنواعها، ومبادئها، ونظرياتها، إضافة إلى بيان مشروعية هذا النمط من الحوار، وبيان ضوابطه، ومقاصده الشرعية العامة، وربط ذلك بنماذج تفاوضية من القرآن الكريم، ومن سيرة المصطفى ، ومن التاريخ الإسلامي القديم والمعاصر، وذلك بالمواءمة بين المناهج الدراسية الثلاث مما أشار إليه الباحث. |
---|