المدرسة العقلية الحديثة في السنة: موقف السيد رشيد رضا من السنة نموذجا

الشيخ محمد رشيد رضا (1865-1935م) يمثل عمودا فقريا للمدرسة العقلية الحديثة في السنة، حيث إنه استعمل لتأويل النصوص وتعطيلها نفس تلك الآليات التي استعملها شيخه محمد عبده، ولو أقل كمًّا وكيفًا منه. فيلجأ الشيخ رضا في نصرة ما يراه موافقاً للعقل والعصر، للطعن في الأحاديث الصحيحة المتصادمة مع مرئياته: في ا...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: Abul Lais, Mohammed
Format: Book Chapter
Language:English
Published: Akademi Pengajian Islam Universiti Malaya 2017
Subjects:
Online Access:http://irep.iium.edu.my/58806/
http://irep.iium.edu.my/58806/2/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB%D8%A9%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9%20%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF%20%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D8%AF%20%D8%B1%D8%B6%D8%A7%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9%20%D9%86%D9%85%D9%88%D8%B0%D8%AC%D8%A7.pdf
Description
Summary:الشيخ محمد رشيد رضا (1865-1935م) يمثل عمودا فقريا للمدرسة العقلية الحديثة في السنة، حيث إنه استعمل لتأويل النصوص وتعطيلها نفس تلك الآليات التي استعملها شيخه محمد عبده، ولو أقل كمًّا وكيفًا منه. فيلجأ الشيخ رضا في نصرة ما يراه موافقاً للعقل والعصر، للطعن في الأحاديث الصحيحة المتصادمة مع مرئياته: في السند أو في المتن، أو إخراجها عن معناها أو تعطيلها، أو ضربها بظاهر الآيات القرآنية وبغيرها من الأحاديث الصحيحة أو الضعيفة. وهو في كل هذا يتذرع بما اتفق عليه المحدثون من قواعد الرفض أو التضعيف، حسب تطبيقاته ومرئياته، منها: القول بأنها من الإسرائيليات، أو أنها متعارضة مع القرآن، أو متعارض بعضها مع بعض، أو مع حِكَمِ الله، أو مخالف للمعهود والمألوف. كما استخدم في ذلك ما أوجده هو من قواعد الرفض مثل: أن الحديث كان له من دواعي التواتر ولم يتواتر بل بقي غريبا، أو هو من قبيل الرواية بالمعنى، أو هي من قبيل أخبار الآحاد، أو لم يخرجه الشيخان في صحيحيهما، أو ورد في أمر غيبي. والشيخ ليس من منكري السنة، بل هو من القائلين بحجيتها، وقد نذر قلمه للدفاع عنها، ومعظم الآراء التي خرج بها الشيخ عن جمهور الأئمة كان مقصده فيها الذود عن الدين، والارتقاء به إلى مستوى العصر. إلا أن توقف حركة الاجتهاد ردحاً من الزمن، وقلة الأعوان، وتبلد الأفهام، وكثرة الأعداء والطاعنين في الدين، وشراسة الحملة الغربية آنذاك على بلاد المسلمين، دفع كل هذا بالشيخ رضا إلى الإسراع والتسرع في الرد على الشبه المثارة، بكل ما طالته يده، ودفعته إلى التوسع في الذود عن الإسلام في كل علم وفن مهما كان مبلغ علمه فيه قليلاً، مما أدى به إلى الخروج عن الجادَّة في كثير من المسائل، واختار له من الأسلوب ما ساعد على بروز اتجاه "الاكتفاء بالقرآن" فيما بعد.