مسائل شرعية في الجينات البشرية (Masa'il shar'iyah fi al-jinat al-bashariyah)
فقد خلق الباري هذا الكون، وأودع فيه أسراراً من المخلوقات والقوانين والصفات والخصائص، وخلق الإنسان وجعل وجوده يمتاز بالتفرد الخاص في كثير من صفاته، وهذه الخصوصية التي يتميز بها كل واحد من بني البشر إنما هي آية من آيات الله في خلق الإنسان؛ مما يدل على أن يد قدرة الخالق الباري وراء هذا الخلق والإبداع[ف...
Main Author: | |
---|---|
Format: | Book |
Language: | English |
Published: |
IIUM Press
2011
|
Subjects: | |
Online Access: | http://irep.iium.edu.my/5691/ http://irep.iium.edu.my/5691/1/%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84_%D8%B4%D8%B1%D8%B9%D9%8A%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%A9.pdf |
Summary: | فقد خلق الباري هذا الكون، وأودع فيه أسراراً من المخلوقات والقوانين والصفات والخصائص، وخلق الإنسان وجعل وجوده يمتاز بالتفرد الخاص في كثير من صفاته، وهذه الخصوصية التي يتميز بها كل واحد من بني البشر إنما هي آية من آيات الله في خلق الإنسان؛ مما يدل على أن يد قدرة الخالق الباري وراء هذا الخلق والإبداع[فصلت: 53].
وتتجلى هذه الخصوصية في كثير من جوانب خلقه، منها: تفرد كل إنسان على وجه الأرض ببصمة أصابعه، وتفرده كذلك ببصمة صوته، وبصمة رائحته ، وكذلك بصمة قزحيته "الجزء الملون من العين" . فضلاً عن الكشف الجديد الهام وهو نظام "البصمة الجينية" ، والذي يعتمد على حقيقة مفادها أن كل إنسان يتفرد بنمط خاص في ترتيب جيناته ضمن كل خلية من خلايا جسده، ولا يشاركه فيها أي إنسان آخر.
ولقد هدى الله الإنسان إلى اكتشاف خصوصية التفرد هذه في بصماته الجينية، فاستفاد منها العلماء في تحقيق مصالح كبرى لبني البشر، لا سيما في مجال إثبات الهوية . لذلك يعد هذا النظام اليوم من أهم الأدلة الجنائية لاكتشاف المجرمين.
إن اكتشاف نظام البصمة الجينية يعد مأثرة عظيمة قدمها علماء البيولوجيا إلى نظام القضاء عموماً، ونظام القضاء الجنائي بوجه خاص. ومعطيات هذا العلم هي إحدى الجوانب المضيئة لاستخدام التكنولوجيا وتطورات العلم الحديث في مجال ملاحقة الجريمة ومحاصرتها بصورة أحكم، وفي تحقيق العدالة.
لذلك كان هذا النظام الجيني إجراءً من الإجراءات التي توصل إلى كشف الحقيقة، وأصبح يتميَّز بدور خطير نظراً إلى ما تترتب عليه من آثار. إنها القفزة الكبرى في معرفة الهوية الشخصية في مجالات تعذر على بصمات الأصابع الاقتراب منها.
وهذه التطورات العلمية قد ألقت بظلالها على كثير من المسائل، فأمكن باستخدام هذه التكنولوجيا الحديثة الكشف عن ملابسات الكثير من القضايا التي كان يتعذر كشفها، ومعرفة الحقيقة فيها. وقد استخدم هذا العلم أيضاً في مجال الهندسة الوراثية والاستنساخ البشري، وكذلك في مجال الاختبار الجيني للزوجين قبل الزواج للوقاية من الأمراض الوراثية وحماية المجتمع منها.
وقد استخدم هذا العلم أيضاً في مجال الأنساب لفضّ المنازعات الخاصة بتحديد الأب أو الأم البيولوجي للطفل، وأصبح له دور في مسألة اللعان، وأثار خلافات بين الفقهاء في ذلك؛ مما يستدعي النظر في هذه المسائل وعرضها على ميزان الشرع ومحاولة الوصول إلى حكم الله فيها.
هذا وقد أدخلت بعض التعديلات والإضافات على أبحاث الكتاب بما يتناسب مع مستجدات المرحلة، وإفرازات العصر.
|
---|