قضاء القاضي بعلمه الشخصي (Qada' al-qadi bi 'ilmihi al-shakhsi : dirasah muqaranah)
إنّ من المعلوم أن الإنسان يسعى غالباً إلى إشباع رغباته وتحقيق مصالحه بكل السبل ولو أدى ذلك إلى الاعتداء على الآخرين والمساس بحقوقهم، وهو ما يؤدي إلى نشوب الصراع بين الأفراد وقيام الخصومات التي هي من لوازم البشر. ولما كان التنازع من أجل البقاء سنة من سنن الكون، استوجب ذلك وجود قواعد يلتزم بها الأفرا...
Main Author: | |
---|---|
Format: | Book |
Language: | English |
Published: |
Kaci Trading Sdn. Bhd.
2002
|
Subjects: | |
Online Access: | http://irep.iium.edu.my/5671/ http://irep.iium.edu.my/5671/1/Qada%27_al-qadi_bi_%27ilmihi_al-shakhsi.pdf |
Summary: | إنّ من المعلوم أن الإنسان يسعى غالباً إلى إشباع رغباته وتحقيق مصالحه بكل السبل ولو أدى ذلك إلى الاعتداء على الآخرين والمساس بحقوقهم، وهو ما يؤدي إلى نشوب الصراع بين الأفراد وقيام الخصومات التي هي من لوازم البشر.
ولما كان التنازع من أجل البقاء سنة من سنن الكون، استوجب ذلك وجود قواعد يلتزم بها الأفراد، تحدد لهم حقوقهم وسبل إشباعها، ووجباتهم وسبل أدائها، لينصف الضعيف من القوي، والمظلوم من الظالم، ووجود هذه القواعد والقوانين لا يتحقق الهدف منه إلا إذا وجدت السلطة المنفذة لها، لأجل ذلك وجد القضاء لإحقاق الحق بين الناس وإلزامهم به، ولحماية هذه الحقوق وذلك بمنع الاعتداء عليها ، وبذلك يتحقق العدل بين الناس، والعدل في القضاء هدف من أهداف الشريعة الإسلامية وأساس الحكم في الإسلام، لذلك كان القضاء بين الناس والفصل في خصوماتهم موكولاَ إلى الأنبياء والمرسلين لشرف هذا الهدف وجلال قدره
.
والقضاء بالعدل لا يتحقق إلاّ إذا كان القاضي على بينة بما يقضي به، ولأجل تحقيق العدل بين الناس ينبغي أن يكون القاضي على علم ومعرفة بالموازين التي شرعها الله سبحانه في الإثبات، لأن الإثبات له دوره وخطره في فصل الخصومات وتحقيق العدالة، لأنه شديد الصلة بمصالح الناس، لذا أصبح محل اهتمام الشريعة وموضع عناية الفقهاء.
|
---|