مفهوم التعصب الديني وطرق علاجه في السنة النبوية

شهدت العقود الأخيرة من القرن العشرين احتكاكاً ثقافياً وتواصلاً حضارياً متزايداً بين سكان المعمورة بفضل تقنيات الاتصال الحديثة. والتي وفرت بدورها تواصلا سياسيا واجتماعيا وتجاريا وإعلاميا. جعل من العالم قرية كونية (Global Village) ضمت في أحشائها أجناساً من ذوي أديان وثقافات وأعراق مختلفة. وبما أن...

Full description

Bibliographic Details
Main Authors: Ali, Ahmed El-Mogtaba Bannga Ahmed, Abdullah, Ismail
Format: Conference or Workshop Item
Language:English
English
Published: 2015
Subjects:
Online Access:http://irep.iium.edu.my/49360/
http://irep.iium.edu.my/49360/
http://irep.iium.edu.my/49360/1/Dr_Ahmed_Cert_1.pdf
http://irep.iium.edu.my/49360/4/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%B5%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A%20%D9%88%D8%B7%D8%B1%D9%82%20%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC%D9%87%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9.pdf
Description
Summary:شهدت العقود الأخيرة من القرن العشرين احتكاكاً ثقافياً وتواصلاً حضارياً متزايداً بين سكان المعمورة بفضل تقنيات الاتصال الحديثة. والتي وفرت بدورها تواصلا سياسيا واجتماعيا وتجاريا وإعلاميا. جعل من العالم قرية كونية (Global Village) ضمت في أحشائها أجناساً من ذوي أديان وثقافات وأعراق مختلفة. وبما أن أمزجت الناس ومشاربهم وطبائعهم وعاداتهم وثقافاتهم ومعتقداهم مختلفة، فإن هذا التقارب الكوني في سبل تحقيق رفاهية الناس وإسعاد البشرية، لا بد له من صهر تلك البشرية بمختلف أعراقها وأجناسها في بوتقة ترضي طموح الجميع وتلبي حاجيات البشر. وهذا بدوره تحدٍ كبير تعتريه عقبة كَأْدَاةٍ في سبيل التواصل الحضاري، والتي كان منها ظاهرة التعصب الديني التي تمثل إحدى مُعَكِّّرت صفو هذا التواصل الحضاري والتعايش السلمي بين الشعوب. ومن هنا أضحت ظاهرة التعصب الديني وطرق علاجها من القضايا التي شغلت العلماء والإصلاحيين وغيرهم، سيما بعد الحادي عشر من سبتمبر عام ألفين وواحد، والتي ألصقت بثوب الإسلام، مع أن ظاهرة التعصب الديني ظاهرة كونية لا تختص بأمّة معينة، بل عرفتها الأمم والشعوب قديماً وحديثاً. إلا أن طريقة علاجها تنوعت واختلفت من أمة إلى أخرى، ومن دولة إلى أخرى. فمن رأى علاج العنف والتطرف الديني بالقوة والقمع والطرق العسكرية ، ومن رأى معالجة التطرف الديني عبر الوسائل السلمية، باعتقاد أصحابها أن العنف لا يُوَلِّدُ إلا العنف ونتيجته الدمار . ويرى أصحاب الإتجاه الثاني أن معالجة التعصب مهما كان نوعه عن طريق السبل الفكرية والعقدية والاجتماعية، دون اللجوء إلى القمع والتهديد، ذلك هو الطريق الأمثل والحل الأفضل. وبما أننا في هذه الأوراق بصدد عرض التجربة الإسلامية لمعالجة التعصب والتطرف الديني وخاصة في العصر النبوي، فبجانب الحديث عن طرق ووسائل علاج التعصب الديني في العصر النبوي، سوف نتعرض إلى توضيح مفهوم التعصب الديني من خلال دلالاته اللغوية والاصطلاحية، ومن خلال الاستعمالات القرآنية له. فهو أمر مهم للغاية-في تقديرنا لما يجري في الساحة السياسية والفكرية في عصرنا الحاضر من سوء استخدام للمصطلح وسوء استغلال له، مما أدى إلى خلطه بمفاهيم آخرى: كـ"التمسك بالدين" أو "الالتزام بالدين"، علماً أن معنى التعصب بالدين يحمل دلالات تقترب من "الغلو في الدين" أو "التطرف الديني" وفي ذات المساق يحمل مدلولات تفيد الإستقامة والتمسك بالدين وتطبيقه والالتزام به، وهو معنى مغايرٌ للمعنى الأول. بناء على ذلك فالبحث معني بتأطير محتوى التعصب الديني بالبحث: في المفهوم والأهداف والدوافع السياسية والاجتماعية، والفكرية، والاقتصادية. ومن ثم تأطير طرق علاج التعصب الديني. عن طريق تعميق التربية الإسلامية في المجتمع المسلم، والمناصحة والمجادلة بالحسنى، وإظهار سماحة الإسلام. بضرب نماذج من تعامله صلى الله عليه وسلم مع التعصب الديني مع سائر ألوان الطيف البشري. عليه فأضحى البحث يجمع بين التنظير والتطبيق باعتبار أن الإسلام في قواعده وتطبيقاته أولى قضايا التعصب مساحة واسعة باعتبار معالجتها جوهرًا أساسًا في البناء الأممي، كما سيتبين ذلك من خلال الدراسة إن شاء الله.