نظرية النظم عند الإمام عبد القاهر وأثرها في تحليل الخطاب البلاغي في القرآن الكريم

تعتبر نظرية النظم للإمام عبد القاهر الجرجاني- إمام البلاغة العربيّة ورائدها- من أهم النظريات التي أثّرت في مجال الدراسات التفسيرية واللغوية الحديثة. كما نلحظ آثارها بوضوح في الدراسات البلاغيّة في تفسير القرآن الكريم، والغور في أسراره، ودلالاته الخفيّة. إن الخطاب القرآني منذ فجر الإسلام قد لاقى اهتما...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: Hussein, Nasr El Din Ibrahim Ahmed
Format: Conference or Workshop Item
Language:English
Published: 2015
Subjects:
Online Access:http://irep.iium.edu.my/43090/
http://irep.iium.edu.my/43090/1/43090.pdf
Description
Summary:تعتبر نظرية النظم للإمام عبد القاهر الجرجاني- إمام البلاغة العربيّة ورائدها- من أهم النظريات التي أثّرت في مجال الدراسات التفسيرية واللغوية الحديثة. كما نلحظ آثارها بوضوح في الدراسات البلاغيّة في تفسير القرآن الكريم، والغور في أسراره، ودلالاته الخفيّة. إن الخطاب القرآني منذ فجر الإسلام قد لاقى اهتماماً كبيراً من قبل البلاغيين، وأصحاب الإعجاز من أمثال: أبي زكري الفراء في معانيه، وأبي عبيدة معمر بن المثنى في مجازه، وبشر ابن المعتمر في صحيفته المشهورة، والجاحظ في بيانه وتبيانه، وابن قتيبة في تأويله، والواسطي، والخطابي،والرماني، والباقلاني في إعجازهم، وجاء القاضي عبد الجبار الأسدآبادي في كتاب المغني، وقد قارب حقيقة النظم وفكرته. ثم ظهر الإمام عبد القاهر الجرجاني الذي كان له الفضل في وضع نظرية بلاغيّة متكاملة الأطراف والأجزاء، مكتملة المعنى والمبنى في النظم. لعبت هذه النظرية دوراً بارزاً في تطوير الدراسات الحديثة- باختلاف أنواعها وأشكالها - في العصر الحديث- وعلى سبيل المثال: الكاتب والفيلسوف الفرنسي ديدرو (Diderot) الذي وضع نظرية في نسبية الجمال، والفيلسوف الإيطالي بندتو كروتشيه (Benedetto Croce) وهو من الفلاسفة الذين مالوا نحو نزعة الصياغة التعبيرية في فلسفة الجمال، وقد كان حديثه عن الشكل والمضمون، وفردناند دي سوسير (Ferdinand de Sassure) العالم اللغوي السويسري، وأيفور آرمسترونج رتشاردز (Ivor Armsrong Richards)من أقطاب النقد الإنجليزي المعاصر، وهربرت ريد (Herbert Read)الذي يُعتبر من صفوة الأدباء والنقّاد الأوروبيين إلى غير ذلك. ونحن في دراستنا هنا، نهتم بنظرية النظم، ونكشف عن أثرها في تحليل الخطاب البلاغي في القرآن الكريم حيث نبدا بمنهج تطبيقي يتناول بعض النماذج القرآنية بالتطبيق والتحليل موضحين المنهجيّة التي استخدمها الإمام عبد القاهر في تفسير وشرح وعرض آيات القرآن الكريم، واستخراج الدلالات الخفية منها أو ما يُسمى بالمعاني الثانيّة. ومدى تأثير هذا المنهج في العصر الحديث. وقد أظهر الإمام في ذلك فنّاً إبداعيّاً جديراً بالاحترام والتقدير، وإبداعاً فنيّاً قلّما وجد له مثيله من بين البلاغيين والأدباء والمفسرين.