التكنولوجيا وأزمة اللغة العربية بين التهميش والانتشار
في الوقت الذي يُتوقَّع فيه أن تزدهر اللغة العربية وتنتشر شأنها شأن اللغات الحية، وذلك بفعل مستجدات العصر من أحداث ومخترعات ساعدت على اتساع رقعة مستخدمي اللغات الأجنبية وزيادة عدد المتعاملين بها، إلا أننا نلاحظ أن اللغة العربية وهي إحدى اللغات الحية تخوض تلك التجربة على استحياء شديد، حيث تكاد تكون سا...
Main Authors: | , |
---|---|
Format: | Conference or Workshop Item |
Language: | English English |
Published: |
2014
|
Subjects: | |
Online Access: | http://irep.iium.edu.my/40776/ http://irep.iium.edu.my/40776/ http://irep.iium.edu.my/40776/1/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7_%D9%88%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9.pdf http://irep.iium.edu.my/40776/4/Rawash.pdf |
Summary: | في الوقت الذي يُتوقَّع فيه أن تزدهر اللغة العربية وتنتشر شأنها شأن اللغات الحية، وذلك بفعل مستجدات العصر من أحداث ومخترعات ساعدت على اتساع رقعة مستخدمي اللغات الأجنبية وزيادة عدد المتعاملين بها، إلا أننا نلاحظ أن اللغة العربية وهي إحدى اللغات الحية تخوض تلك التجربة على استحياء شديد، حيث تكاد تكون سائرة في الاتجاه المعاكس.
تلك أزمة حقيقية لها أبعادها الخطيرة، وما لم يتدارك أبناء اللغة العربية هذا الوضع من أجل تعديل المسار فمن المؤكد أن حال العربية سيصل إلى وضعٍ مُزرٍ مسببا أزمة حقيقية للغة وأهلها، وستكون أزمة يصعب التعامل معها. أبعاد تلك الأزمة متعددة، ومع ذلك فهي واضحة، يأتي في مقدمتها، هجر الناطقين بالعربية للعربية إلى غيرها من اللغات، والبعد الآخر عشوائية تعليم اللغة العربية سواء لأبنائها أو للناطقين بغيرها، ومجانبة الصواب على كل المستويات اللغوية والثقافية والاجتماعية، وهناك أبعاد أخرى كثيرة. وفي السير في هذا الطريق عدم اعتزار باللغة مما يؤدي إلى قطع الصلة بالتراث، واهتزاز الهوية.
ومما لا شك فيه فإن التكنلوجيا بكافة تطبيقاتها كان لها التأثير الكبير على اللغة العربية إيجابياً وسلبياً خاصة مع انتشار الشبكة الدولية "الانترنت" التي أحدثت تحولاً كبيراً في كافة نواحي الحياة، وأصبحت مصدراً لتلقي العلوم واكتساب المعرفة لجميع فئات المجتمع. ولا شك أنها أسهمت في تغيير معرفي حيث سهلت العديد من الصعاب أمام طلبة العلم فقربت المسافات، ويسرت السبل، وأتاحت الفرص، وفي مجال اللغة العربية أصبحت مخزناً لآلاف الكتب والأبحاث والمقالات في جميع المجالات بتكلفة زهيدة. كما أتاحت فرصة التعليم الإلكتروني التي أتاحت إمكانية ربط العلماء وطلبة العلم فيما بينهم للتدارس والتواصل. كما أن هناك عددا من برامج الحاسب المهتمة بحوسبة اللغة العربية والتي تشمل تصميم وتطوير لغات البرمجة باللغة العربية، وكذلك البرامج المهتمة بخدمات التّرجمة الفورية للنصوص الطويلة باستخدام آلية التّرجمة من أحد أنظمة الترجمة المعروفة على الساحة، والبحث من أجل التطوير لا يزال قائما.
من الممكن السيطرة على هذه الأزمة الآن واحتواؤها، ببذل المجهود الواعي، وبتسخير معطيات العلم بصفة عامة، والتطبيقات العلمية أي التكنولوجيا بصفة خاصة.
سوف تحاول هذه الورقة إبراز مظاهر الضعف، والممارسات الخاطئة التي ساعدت والتي يمكن أن تعمل على تهميش اللغة العربية، وكيفية التعامل معها من أجل العمل على انتشار اللغة العربية.
|
---|