الاجتهاد من المنظورين السني والشيعي: دراسة مقارنة
من ضمن أهم احملاور املشرتكة بني علماء األمة كافة، إمجاعهم على الدور املركزي للقرآن واألحاديث النبوية يف عملية التشريع. يف مقابل ذلك اإلمجاع فإن العلماء كذلك اختلفوا يف آليات التعامل مع املواقف اليت مل تذكر يف هاذين املصدرين، ومن ذلك اختالفهم حول عملية االجتهاد من حيث املفهوم ُ والتطبيق اختالفا مل...
Summary: | من ضمن أهم احملاور املشرتكة بني علماء األمة كافة، إمجاعهم على الدور املركزي للقرآن واألحاديث
النبوية يف عملية التشريع. يف مقابل ذلك اإلمجاع فإن العلماء كذلك اختلفوا يف آليات التعامل مع
املواقف اليت مل تذكر يف هاذين املصدرين، ومن ذلك اختالفهم حول عملية االجتهاد من حيث املفهوم
ُ والتطبيق اختالفا مل تفتأ على حدث لغاية مهمة
مرور األزمنة واألمصار. ممن ال شك فيه أن االجتهاد است
وهي مواكبة الشريعة اإلسالمية للتطورات االجتماعية اليت مل تطرأ يف األجيال السابقة، حيث قام مؤيدو
االجتهاد بتحديد الضوابط واألسس املتبعة يف االجتهاد. هذه األسس مل تسلم من االختالف فيه السيما
بني فقهاء السنة والشيعة حيث مل يقتصر االختالف على فقهاء الطائفتني وإمنا بني أهل الطائفة الواحدة
نفسها، مع حتري اجلميع للطريق األسلم يف فهم األحكام الشرعية. لذلك يسعى هذا البحث إىل
استعراض جانب من هذا االختالف بني علماء الشيعة والسنة من حيث مفهومها لالختالف وموقفهما
منه، مع إبراز أبرز نقاط االلتقاء واالختالف. من ضمن ما توصل إليه الورقة البحثية هذه أن ابب
االجتهاد استحدث مث أغلق عند علماء السنة بتأثري عوامل التقلبات االجتماعية والسياسية. على
الطرف اآلخر فإن علماء السنة اختلفوا فيها بينهم حيث كان املوقف ابدئ ذي البدء هو الرفض مث ظهر
من علماء الشيعة من أيدوا ولكن يف إطار أتييد أقوال املعصومني؛ حيث القى األدوات االجتهادية من
عامة علماء الشيعة االستهجان والرفض، خصيصا القياس وما شاهبه. ويف اخلتام فإن البحث يوصي
مبتابعة دراسة موضوع االجتهاد نظرا ألنه أمر متجدد غري راكد مما يتطلب البحث املستمر |
---|