أثر السحر في الاضطرابات النفسية "قراءة في ثنايا النص النبوي

تتبلور حيثيات البحث في أنه ضمن منظور القوانين الكونية التي تعبر على حتمية الصراع بين الخير والشر، قال الله تعالى: { ولنبلونكم بالشر والخير فتنة} [الأنبياء 35]، ولعل في هذه حكم بليغة تتجلى في أمرين هما: سنة الابتلاء، وسنة البلاء، لتترتب على ذلك نتيجة التمحيص والعقاب. وهذه الدراسة مناقشة تدور حول ظاه...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: Ali, Ahmed El-Mogtaba Bannga Ahmed
Format: Article
Language:English
Published: المركز العالمي لأبحاث الإيمان 2004
Subjects:
Online Access:http://irep.iium.edu.my/34247/
http://irep.iium.edu.my/34247/
http://irep.iium.edu.my/34247/1/%D8%A3%D8%AB%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AD%D8%B1_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B6%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9.pdf
id iium-34247
recordtype eprints
repository_type Digital Repository
institution_category Local University
institution International Islamic University Malaysia
building IIUM Repository
collection Online Access
language English
topic BP173 Islamic sociology
BP175 Psychology of Islam
KBP100 Sources.Quran, Hadith, Ijma', Qiyas.
spellingShingle BP173 Islamic sociology
BP175 Psychology of Islam
KBP100 Sources.Quran, Hadith, Ijma', Qiyas.
Ali, Ahmed El-Mogtaba Bannga Ahmed
أثر السحر في الاضطرابات النفسية "قراءة في ثنايا النص النبوي
description تتبلور حيثيات البحث في أنه ضمن منظور القوانين الكونية التي تعبر على حتمية الصراع بين الخير والشر، قال الله تعالى: { ولنبلونكم بالشر والخير فتنة} [الأنبياء 35]، ولعل في هذه حكم بليغة تتجلى في أمرين هما: سنة الابتلاء، وسنة البلاء، لتترتب على ذلك نتيجة التمحيص والعقاب. وهذه الدراسة مناقشة تدور حول ظاهرة السحر، من حيث التأصيل لمنهجية إثبات النصوص الواردة في الموضوع محور الدراسة، ومن ثم الاعتباربالواقع المشاهد لهذه الظاهرة ليصبح دعماً لإثباتات النصوص ودلالاتها المنشودة، سيما وأن موضوع السحر من حيث الواقع والتأثير ما زال الجدل فيه واسعاً بين الإثبات النصي والواقع الملموس، وإن كان مدار الخلاف في ظني ناتجاً عن تطويع المعاني اللغوية أكثر منه كخلافات علمية تنهض بمعالجة جوهر الموضوع. إن واقع الصرع مع أفتك الأمراض المتجددة، وهي السحر وما يتصل به من الأمراض الروحية يكمن في تشخيص الآثار الحسية والمعنوية الناتجة. فإن كان الجسد موضع ترشيح للإصابة بالمرض، فكذلك مراكز الشعور في النفس البشرية هي أيضاً عرضة للترشيحات المرضية التي تفوق في خطرها الإصابات الجسدية الحسية، بما يترتب على ذلك من آثار نفسية كفيلة بتدمير وظائف الإنسان تدميرا قد يعجل بالمنية الحقيقية، أو يؤدي لانتكاسة يكون المصاب بعدها عاجزاً عن ممارسة دوره في الحياة الطبيعية بشقيها الروحية والجسدية. وجمعت مادة هذا البحث بين الحقائق العلمية المثبتة بالكتاب والسنة ومواقف علماء المسلمين، وبين نتائج الدراسات النفسية المتعلقة باضطراب السلوك في معالجة حيثيات الموضوع. وتعرضت الدراسة لتحليل المجتمع لتلك الظاهرة مع بيان الفهم السليم المستنبط من الدلة الشرعية المنصوصة، وحُدِّد فيه الأسباب التي تساعد على ظهوره ونمائه وانتشاره، وعرض البحث أنموذجاً مقتبساً من النصوص الحديثية ذات المعنى المقصود في آثار التربية النفسية باعتباره إسهاماً إسلامياً جمع بين التجربة الفعلية وبين المعجزة الإلهية للنبي صلى الله عليه وسلم، وبهذا المفهوم يتحدد دور الحديث النبوي القولي والفعلي والتقريري بل ووصفه الخلقي والخُلُقي في معالجة هذه المعضلة التي تتسم بازدواجية التأثير على النفس والجسد، لا سيما في هذا العصر الذي صار الاهتمام فيه مائلاً للتركيز على دراسات النفس، بعد إثباتات التكنولوجية العصرية، وتقدمها شوطاً معتبراً في تشخيص الاضطرابات النفسية، فمثلاً: أثبتت الجراحات الحديثة للمخ وظائف أجزائه المختلفة، وتأثير تلك الوظائف على واقع السلوك البشري سلباً وإيجابا، وبالرغم من التقدم المعتبر في ربط اضطرابات النفس بعلم وظائف الأعضاء - أعني أثر هذا الربط في إيجاد حلول لكثير من معضلات الاضطراب النفسي - فقد أهمل الجانب الروحي كمؤثر على اضطراب النفس، ويعتبرون أن إقحام جانب الدين في أبحاث النفس جانباً من التحيز يفتقر للموضوعية مع أن القرآن الكريم والحديث الشريف قد أثبتا أن للسحر ومتعلقاته إسهاماً كبيراً في هدم السلوك البشري، ألم تر إلى وصف القرآن لدور السحرة وإعمالهم في نفوس الخلق مرة يقول: {.. وما هم بضآرين به من أحد إلا بإذن الله..} [البقرة102] ومرة : [...إنما صنعوا كيد سَاحِرٍ وَلا يُفْلِح الساحر ....} [طه69] فالضرر والكيد، الموصوفين في القرآن الكريم آثارهما النفسية لا تخلفى على أحد وهذه اللطيفة تبرز بوضوح الفرق بين مقدرات الله تعالى في رسم الأسس الكفيلة بوصف السلوك البشري السوي وغير السوي، وبين مقدرات البشر التي تُبنى أكثرها على افتراضات ونظريات قابلة للخطأ والصواب ولعل القصور البشري حجب علماء النفس- مع أن جهدهم مقدر- عن كشف هذا الجانب كمؤثر له وزن في اضطراب السلوك وبالإستقراء في مؤلفات علم النفس وبالذات الصحة النفسية يتضح أن ألفاظ علماء النفس في وصف الاضطراب السلوكي بالإكتئاب، ...الخ. ناتج عن دراساتهم في المسببات. عليه فإن دراساتهم لمسببات تلك الاضطرابات دراسات تبنى على تنبأت واستنباطات من دراسة الملامح والملاباست الخاصةبالشخصية غير سوية السلوك. ولعل لله تعالى حكمة مطلقة في ذلك فمنهجه تعالى غير قابل للمقارنة لعلمه المسبق بمسببات الاضطرابات السلوكية قبل وقوعها، لذلك كان القرآن الكريم، والدعاء الأثور، والالتجاء الصادق لله تعالى، هو التشخيص الحقيقي، وهو العلاج الناجع لهذه الأمراض- أعني أعراض الاضطراب الناتجة عن السحر- في آن واحد، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله". ولا تضارب بين مفهوم علم النفس وبين المنظور الإسلامي في تشخيص وعلاج الاضطراب النفسي ككل، فإذا كان الاضطراب ناتج عن قصور عضوي فحديث النبي صلى الله عليه وسلم يرشد بالاستفادة من الطب، وإن كان ناتجاً عن فعل السحرة والمشعوذين فهنا يدلنا على الاستفادة من الوصفة الإسلامية في نصوص القرآن والحديث. وفي كلا الحالتين فالمنظور الإسلامي يعتبر أن تلك الاضطرابات بكافة أسبابها ومسبباتها فهي إما بلاء أو ابتلاء والعبد مأجور على ذلك لا محالة والحمد لله رب العالمين. ومن هذه المنطلقات التحليلية السالفة الذكر فإن محور الدراسة يدور حول الموضوعات التالية: التعريف بظاهرة السحر وأنواعه، الدلالات النصية لظاهرة السحر، واقعية السحر وتأثيره، التعامل مع السحر تشخيصاً وعلاجاً
format Article
author Ali, Ahmed El-Mogtaba Bannga Ahmed
author_facet Ali, Ahmed El-Mogtaba Bannga Ahmed
author_sort Ali, Ahmed El-Mogtaba Bannga Ahmed
title أثر السحر في الاضطرابات النفسية "قراءة في ثنايا النص النبوي
title_short أثر السحر في الاضطرابات النفسية "قراءة في ثنايا النص النبوي
title_full أثر السحر في الاضطرابات النفسية "قراءة في ثنايا النص النبوي
title_fullStr أثر السحر في الاضطرابات النفسية "قراءة في ثنايا النص النبوي
title_full_unstemmed أثر السحر في الاضطرابات النفسية "قراءة في ثنايا النص النبوي
title_sort أثر السحر في الاضطرابات النفسية "قراءة في ثنايا النص النبوي
publisher المركز العالمي لأبحاث الإيمان
publishDate 2004
url http://irep.iium.edu.my/34247/
http://irep.iium.edu.my/34247/
http://irep.iium.edu.my/34247/1/%D8%A3%D8%AB%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AD%D8%B1_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B6%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9.pdf
first_indexed 2023-09-18T20:49:24Z
last_indexed 2023-09-18T20:49:24Z
_version_ 1777409892710088704
spelling iium-342472016-02-23T01:32:40Z http://irep.iium.edu.my/34247/ أثر السحر في الاضطرابات النفسية "قراءة في ثنايا النص النبوي Ali, Ahmed El-Mogtaba Bannga Ahmed BP173 Islamic sociology BP175 Psychology of Islam KBP100 Sources.Quran, Hadith, Ijma', Qiyas. تتبلور حيثيات البحث في أنه ضمن منظور القوانين الكونية التي تعبر على حتمية الصراع بين الخير والشر، قال الله تعالى: { ولنبلونكم بالشر والخير فتنة} [الأنبياء 35]، ولعل في هذه حكم بليغة تتجلى في أمرين هما: سنة الابتلاء، وسنة البلاء، لتترتب على ذلك نتيجة التمحيص والعقاب. وهذه الدراسة مناقشة تدور حول ظاهرة السحر، من حيث التأصيل لمنهجية إثبات النصوص الواردة في الموضوع محور الدراسة، ومن ثم الاعتباربالواقع المشاهد لهذه الظاهرة ليصبح دعماً لإثباتات النصوص ودلالاتها المنشودة، سيما وأن موضوع السحر من حيث الواقع والتأثير ما زال الجدل فيه واسعاً بين الإثبات النصي والواقع الملموس، وإن كان مدار الخلاف في ظني ناتجاً عن تطويع المعاني اللغوية أكثر منه كخلافات علمية تنهض بمعالجة جوهر الموضوع. إن واقع الصرع مع أفتك الأمراض المتجددة، وهي السحر وما يتصل به من الأمراض الروحية يكمن في تشخيص الآثار الحسية والمعنوية الناتجة. فإن كان الجسد موضع ترشيح للإصابة بالمرض، فكذلك مراكز الشعور في النفس البشرية هي أيضاً عرضة للترشيحات المرضية التي تفوق في خطرها الإصابات الجسدية الحسية، بما يترتب على ذلك من آثار نفسية كفيلة بتدمير وظائف الإنسان تدميرا قد يعجل بالمنية الحقيقية، أو يؤدي لانتكاسة يكون المصاب بعدها عاجزاً عن ممارسة دوره في الحياة الطبيعية بشقيها الروحية والجسدية. وجمعت مادة هذا البحث بين الحقائق العلمية المثبتة بالكتاب والسنة ومواقف علماء المسلمين، وبين نتائج الدراسات النفسية المتعلقة باضطراب السلوك في معالجة حيثيات الموضوع. وتعرضت الدراسة لتحليل المجتمع لتلك الظاهرة مع بيان الفهم السليم المستنبط من الدلة الشرعية المنصوصة، وحُدِّد فيه الأسباب التي تساعد على ظهوره ونمائه وانتشاره، وعرض البحث أنموذجاً مقتبساً من النصوص الحديثية ذات المعنى المقصود في آثار التربية النفسية باعتباره إسهاماً إسلامياً جمع بين التجربة الفعلية وبين المعجزة الإلهية للنبي صلى الله عليه وسلم، وبهذا المفهوم يتحدد دور الحديث النبوي القولي والفعلي والتقريري بل ووصفه الخلقي والخُلُقي في معالجة هذه المعضلة التي تتسم بازدواجية التأثير على النفس والجسد، لا سيما في هذا العصر الذي صار الاهتمام فيه مائلاً للتركيز على دراسات النفس، بعد إثباتات التكنولوجية العصرية، وتقدمها شوطاً معتبراً في تشخيص الاضطرابات النفسية، فمثلاً: أثبتت الجراحات الحديثة للمخ وظائف أجزائه المختلفة، وتأثير تلك الوظائف على واقع السلوك البشري سلباً وإيجابا، وبالرغم من التقدم المعتبر في ربط اضطرابات النفس بعلم وظائف الأعضاء - أعني أثر هذا الربط في إيجاد حلول لكثير من معضلات الاضطراب النفسي - فقد أهمل الجانب الروحي كمؤثر على اضطراب النفس، ويعتبرون أن إقحام جانب الدين في أبحاث النفس جانباً من التحيز يفتقر للموضوعية مع أن القرآن الكريم والحديث الشريف قد أثبتا أن للسحر ومتعلقاته إسهاماً كبيراً في هدم السلوك البشري، ألم تر إلى وصف القرآن لدور السحرة وإعمالهم في نفوس الخلق مرة يقول: {.. وما هم بضآرين به من أحد إلا بإذن الله..} [البقرة102] ومرة : [...إنما صنعوا كيد سَاحِرٍ وَلا يُفْلِح الساحر ....} [طه69] فالضرر والكيد، الموصوفين في القرآن الكريم آثارهما النفسية لا تخلفى على أحد وهذه اللطيفة تبرز بوضوح الفرق بين مقدرات الله تعالى في رسم الأسس الكفيلة بوصف السلوك البشري السوي وغير السوي، وبين مقدرات البشر التي تُبنى أكثرها على افتراضات ونظريات قابلة للخطأ والصواب ولعل القصور البشري حجب علماء النفس- مع أن جهدهم مقدر- عن كشف هذا الجانب كمؤثر له وزن في اضطراب السلوك وبالإستقراء في مؤلفات علم النفس وبالذات الصحة النفسية يتضح أن ألفاظ علماء النفس في وصف الاضطراب السلوكي بالإكتئاب، ...الخ. ناتج عن دراساتهم في المسببات. عليه فإن دراساتهم لمسببات تلك الاضطرابات دراسات تبنى على تنبأت واستنباطات من دراسة الملامح والملاباست الخاصةبالشخصية غير سوية السلوك. ولعل لله تعالى حكمة مطلقة في ذلك فمنهجه تعالى غير قابل للمقارنة لعلمه المسبق بمسببات الاضطرابات السلوكية قبل وقوعها، لذلك كان القرآن الكريم، والدعاء الأثور، والالتجاء الصادق لله تعالى، هو التشخيص الحقيقي، وهو العلاج الناجع لهذه الأمراض- أعني أعراض الاضطراب الناتجة عن السحر- في آن واحد، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله". ولا تضارب بين مفهوم علم النفس وبين المنظور الإسلامي في تشخيص وعلاج الاضطراب النفسي ككل، فإذا كان الاضطراب ناتج عن قصور عضوي فحديث النبي صلى الله عليه وسلم يرشد بالاستفادة من الطب، وإن كان ناتجاً عن فعل السحرة والمشعوذين فهنا يدلنا على الاستفادة من الوصفة الإسلامية في نصوص القرآن والحديث. وفي كلا الحالتين فالمنظور الإسلامي يعتبر أن تلك الاضطرابات بكافة أسبابها ومسبباتها فهي إما بلاء أو ابتلاء والعبد مأجور على ذلك لا محالة والحمد لله رب العالمين. ومن هذه المنطلقات التحليلية السالفة الذكر فإن محور الدراسة يدور حول الموضوعات التالية: التعريف بظاهرة السحر وأنواعه، الدلالات النصية لظاهرة السحر، واقعية السحر وتأثيره، التعامل مع السحر تشخيصاً وعلاجاً المركز العالمي لأبحاث الإيمان 2004-12 Article PeerReviewed application/pdf en http://irep.iium.edu.my/34247/1/%D8%A3%D8%AB%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AD%D8%B1_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B6%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9.pdf Ali, Ahmed El-Mogtaba Bannga Ahmed (2004) أثر السحر في الاضطرابات النفسية "قراءة في ثنايا النص النبوي. مجلة أبحاث الإيمان , 16 (4). pp. 110-146. http://www.faithresearch.net/mag.php