قاعدة "درء المفسدة مقدّم على جلب المصلحة": دراسة أصوليّة فقهيّة

من المقرر أنّ الشريعة الإسلاميّة جاءت شاملة لمصالح الناس الدنيويّة والأخرويّة الأمر الذي يجعلنا نقول أنّ أحكام الشريعة كلّها سواء أكانت أوامر أو نواهي أو مباحات إنما تقصد إلى المحافظة على مصالح الناس بجلب كلّ ما فيه منفعة لهم أو دفع كلّ ما فيه مضرّة عنهم. فالأوامر الشرعيّة كلّها مصالح لأنها تجلب...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: Hendaoui, Hassan Ben Brahim
Format: Article
Language:English
Published: International University of Africa 2011
Subjects:
Online Access:http://irep.iium.edu.my/2548/
http://irep.iium.edu.my/2548/1/Dr.HassanDaruAlMafsadah.pdf
id iium-2548
recordtype eprints
spelling iium-25482019-09-05T01:43:42Z http://irep.iium.edu.my/2548/ قاعدة "درء المفسدة مقدّم على جلب المصلحة": دراسة أصوليّة فقهيّة Hendaoui, Hassan Ben Brahim KBP1 Islamic law.Shariah.Fiqh من المقرر أنّ الشريعة الإسلاميّة جاءت شاملة لمصالح الناس الدنيويّة والأخرويّة الأمر الذي يجعلنا نقول أنّ أحكام الشريعة كلّها سواء أكانت أوامر أو نواهي أو مباحات إنما تقصد إلى المحافظة على مصالح الناس بجلب كلّ ما فيه منفعة لهم أو دفع كلّ ما فيه مضرّة عنهم. فالأوامر الشرعيّة كلّها مصالح لأنها تجلب للمذعن لها منافع دنيويّة، وأخرى أخروية، بينما المناهي الشرعيّة كلّها مفاسد تدفع عمن اجتنبها مضارّ في العاجل والآجل. والحاصل أنّ "استقراء أدلةٍ كثيرة من القرآن والسنّة الصحيحة يوجب لنا اليقين بأنّ أحكام الشريعة الإسلاميّة منوطة بحِكَم وعلل راجعة للصلاح العام للمجتمع والأفراد" . ثم إنّ المصلحة تتكون من جزأين يكمّل أحدهما الآخر، ولا يستغني جزء عن آخر وأعني بذلك جلب المنفعة، ودفع المضرّة، فالجلب مصلحة كما أنّ الدفع مصلحة أيضاً. والناظر في أهمّ الأمور التي جاءت الشريعة للمحافظة عليها سواء بجلب مصلحة إليها أو بدفع الفساد عنها والتي تعرف بالكليّات الخمس ، فإنّ "الحفظ لها يكون بأمرين: أحدهما ما يقيم أركانها، ويثبّت قواعدها، وذلك عبارة عن مراعاتها من جانب الوجود. والثاني ما يدرأ عنها الاختلال الواقع أو المتوقع، وذلك عبارة عن مراعاتها من جانب العدم" . فيعدّ درء المفسدة مقصداً شرعيّا لا يمكن الاستغناء عنه إذ إنّ المصلحة لا تتحقق بجلب المنفعة فحسب. بل إنّ درأ المفسدة مقدّم على جلب المصلحة في حال التعارض والتزاحم. وهذا الأمر يظهر واضحا جليا في قاعدة "درء المفسدة مقدّم على جلب المصلحة" المستمدة من آي القرآن المجيد، وأحاديث البشير النذير، وعليها عوّل الفقهاء في جملة من الاجتهادات والفتاوى وراعوها في ذلك تأسِّيا بمراعاة الشارع لها. ولقد بدا لي أنّ هذه القاعدة بحاجة إلى مزيد من البحث والدّراسة، إذ الملاحظ أنّ ما سبق من حديث عن هذه القاعدة كان في الغالب عبارة عن شرح بسيط لمفرداتها، والتمثيل لها دون التوسع في بحثها، وبيان مغزاها، والتأصيل الشرعي لها، فضلا عن ذكر تطبيقات معاصرة لها. ولعلّ سبب ذلك أنّ الكتب التي اهتمت بالقواعد الفقهيّة كانت كتبا الغالب عليها استقصاء كلّ القواعد وتتبعها وهذا أمر لا يستطاع معه التوسّع في بيان المسائل المتعلقة بكلّ قاعدة وإعطائها حقّها من التأصيل والتفريع عليها. ولذا، فإنّ هذا البحث سيتناول هذه القاعدة تناولا مفصلا فضلا عن الاهتمام بالجانب التطبيقي لها في بعض القضايا الفقهية المعاصرة. وعليه، فسيتم الاعتناء بهذه القاعدة من حيث بيان معناها وفحواها، والتأصيل لها تأصيلا شرعيا، والحكمة في تقديم درء المفسدة على جلب المصلحة، وعلاقتها بدليل سدّ الذرائع، ومكانتها في حماية مقاصد الشريعة، وغيرها من مهمّات المسائل المتعلقة بها، ونذكر قبل الخاتمة بعض التطبيقات المعاصرة لها حتى يقع الاهتمام بهذا الأمر في الاجتهاد المعاصر، فضلاً عن ذكر بعض التوصيات التي أراها في غاية الأهميّـة، وجديرة بالاهتمام والاعتناء. International University of Africa 2011 Article NonPeerReviewed application/pdf en http://irep.iium.edu.my/2548/1/Dr.HassanDaruAlMafsadah.pdf Hendaoui, Hassan Ben Brahim (2011) قاعدة "درء المفسدة مقدّم على جلب المصلحة": دراسة أصوليّة فقهيّة. Journal of Shari’ah and Islamic Studies, International University of Africa, Sudan. pp. 1-36. (In Press)
repository_type Digital Repository
institution_category Local University
institution International Islamic University Malaysia
building IIUM Repository
collection Online Access
language English
topic KBP1 Islamic law.Shariah.Fiqh
spellingShingle KBP1 Islamic law.Shariah.Fiqh
Hendaoui, Hassan Ben Brahim
قاعدة "درء المفسدة مقدّم على جلب المصلحة": دراسة أصوليّة فقهيّة
description من المقرر أنّ الشريعة الإسلاميّة جاءت شاملة لمصالح الناس الدنيويّة والأخرويّة الأمر الذي يجعلنا نقول أنّ أحكام الشريعة كلّها سواء أكانت أوامر أو نواهي أو مباحات إنما تقصد إلى المحافظة على مصالح الناس بجلب كلّ ما فيه منفعة لهم أو دفع كلّ ما فيه مضرّة عنهم. فالأوامر الشرعيّة كلّها مصالح لأنها تجلب للمذعن لها منافع دنيويّة، وأخرى أخروية، بينما المناهي الشرعيّة كلّها مفاسد تدفع عمن اجتنبها مضارّ في العاجل والآجل. والحاصل أنّ "استقراء أدلةٍ كثيرة من القرآن والسنّة الصحيحة يوجب لنا اليقين بأنّ أحكام الشريعة الإسلاميّة منوطة بحِكَم وعلل راجعة للصلاح العام للمجتمع والأفراد" . ثم إنّ المصلحة تتكون من جزأين يكمّل أحدهما الآخر، ولا يستغني جزء عن آخر وأعني بذلك جلب المنفعة، ودفع المضرّة، فالجلب مصلحة كما أنّ الدفع مصلحة أيضاً. والناظر في أهمّ الأمور التي جاءت الشريعة للمحافظة عليها سواء بجلب مصلحة إليها أو بدفع الفساد عنها والتي تعرف بالكليّات الخمس ، فإنّ "الحفظ لها يكون بأمرين: أحدهما ما يقيم أركانها، ويثبّت قواعدها، وذلك عبارة عن مراعاتها من جانب الوجود. والثاني ما يدرأ عنها الاختلال الواقع أو المتوقع، وذلك عبارة عن مراعاتها من جانب العدم" . فيعدّ درء المفسدة مقصداً شرعيّا لا يمكن الاستغناء عنه إذ إنّ المصلحة لا تتحقق بجلب المنفعة فحسب. بل إنّ درأ المفسدة مقدّم على جلب المصلحة في حال التعارض والتزاحم. وهذا الأمر يظهر واضحا جليا في قاعدة "درء المفسدة مقدّم على جلب المصلحة" المستمدة من آي القرآن المجيد، وأحاديث البشير النذير، وعليها عوّل الفقهاء في جملة من الاجتهادات والفتاوى وراعوها في ذلك تأسِّيا بمراعاة الشارع لها. ولقد بدا لي أنّ هذه القاعدة بحاجة إلى مزيد من البحث والدّراسة، إذ الملاحظ أنّ ما سبق من حديث عن هذه القاعدة كان في الغالب عبارة عن شرح بسيط لمفرداتها، والتمثيل لها دون التوسع في بحثها، وبيان مغزاها، والتأصيل الشرعي لها، فضلا عن ذكر تطبيقات معاصرة لها. ولعلّ سبب ذلك أنّ الكتب التي اهتمت بالقواعد الفقهيّة كانت كتبا الغالب عليها استقصاء كلّ القواعد وتتبعها وهذا أمر لا يستطاع معه التوسّع في بيان المسائل المتعلقة بكلّ قاعدة وإعطائها حقّها من التأصيل والتفريع عليها. ولذا، فإنّ هذا البحث سيتناول هذه القاعدة تناولا مفصلا فضلا عن الاهتمام بالجانب التطبيقي لها في بعض القضايا الفقهية المعاصرة. وعليه، فسيتم الاعتناء بهذه القاعدة من حيث بيان معناها وفحواها، والتأصيل لها تأصيلا شرعيا، والحكمة في تقديم درء المفسدة على جلب المصلحة، وعلاقتها بدليل سدّ الذرائع، ومكانتها في حماية مقاصد الشريعة، وغيرها من مهمّات المسائل المتعلقة بها، ونذكر قبل الخاتمة بعض التطبيقات المعاصرة لها حتى يقع الاهتمام بهذا الأمر في الاجتهاد المعاصر، فضلاً عن ذكر بعض التوصيات التي أراها في غاية الأهميّـة، وجديرة بالاهتمام والاعتناء.
format Article
author Hendaoui, Hassan Ben Brahim
author_facet Hendaoui, Hassan Ben Brahim
author_sort Hendaoui, Hassan Ben Brahim
title قاعدة "درء المفسدة مقدّم على جلب المصلحة": دراسة أصوليّة فقهيّة
title_short قاعدة "درء المفسدة مقدّم على جلب المصلحة": دراسة أصوليّة فقهيّة
title_full قاعدة "درء المفسدة مقدّم على جلب المصلحة": دراسة أصوليّة فقهيّة
title_fullStr قاعدة "درء المفسدة مقدّم على جلب المصلحة": دراسة أصوليّة فقهيّة
title_full_unstemmed قاعدة "درء المفسدة مقدّم على جلب المصلحة": دراسة أصوليّة فقهيّة
title_sort قاعدة "درء المفسدة مقدّم على جلب المصلحة": دراسة أصوليّة فقهيّة
publisher International University of Africa
publishDate 2011
url http://irep.iium.edu.my/2548/
http://irep.iium.edu.my/2548/1/Dr.HassanDaruAlMafsadah.pdf
first_indexed 2023-09-18T20:10:09Z
last_indexed 2023-09-18T20:10:09Z
_version_ 1777407423806439424